احتفالية «الحنونة» بالثوب الشعبي كجزء من تراثنا

احتفالية «الحنونة» بالثوب الشعبي كجزء من تراثنا

طلعت شناعة

ترعى السيدة ليلى شرف، في الثامنة والنصف من مساء اليوم السبت «احتفالية ثوب الحياة» الذي تقيمه جمعية الحنونة للثقافة الشعبية في فندق الفور سيزن، للمشاركة في حفل نتعرف فيه إلى أثواب الجدة ،نحرسها و نحميها من لصوص التاريخ والذاكرة، نفاخر بها الدنيا فهي الأجمل و الأعرق. ويتضمن الحفل عرضا لمجموعة من الازياء التي تم انتاجها في الحنونة، وتشرف على عرض الازياء السيدة لانا بشارات وكذلك مزادا على احد الاثواب المنتجة وعرضا قصيرا لفرقة الحنونة بعد انتهاء عرض الازياء.

وبحسب ادارة «الحنونة « تقول نعمت صالح: فإنه « ليس خافيا على احد ان الزي الشعبي لأي شعب من الشعوب هو حجر اساس في ثقافتها الشعبية، فهو يعكس تاريخا طويلا لهذا الشعب، ويمثل تطوره التاريخي عبر السنين، سواء بتصميمه الذي يتطور وفقا للحاجات البشرية، او بالزخارف التي تزينه، والتي تمثل تاريخ هذا الشعب فالزخارف لم تأت اعتباطا بل هي تمثيل وتصوير لواقع ،ومعتقدات، اساطير وغيرها من المؤثرات، ففي الثوب الفلسطيني لكل وحدة زخرفية حكاية يطول شرحها .

وعليه فان الاهتمام والحرص على بقاء هذا الزي التقليدي حاضرا في كل العصور مسألة مهمة وتوازي في اهميتها مسألة حرص الفلسطيني على مفتاح بيته الذي غادره عام 48. بل ربما تكون اكثر اهمية من ذلك، من هذا المنطلق كان الاصرار على ان هذا الثوب لنا وهو جزء من هويتنا نحن، ولن يكون في يوم من الايام لغيرنا، حتى وان لبسته مضيفات شركة العال الاسرائيلية، وحتى لو سجله عدونا في الجزء الرابع من الموسوعة العالمية كأزياء شعبية اسرائيلية. فهو لنا... لنا وحدنا.



ازياء متطورة

وتضيف: لوحظ في الاونة الاخيرة توجه عند السيدات بارتداء ازياء شعبية مطورة، بحيث يدخل التطريز فيها كعنصر مهم ولكنه في اطار عصري مثل العباية،الجلابية او الدشداشة، التنورة، الجاكيت وغيرها الكثير، وهذا الامر ليس مرفوضا بالتأكيد، فضرورات الواقع تبيح محظورات الابتعاد قليلا عن الزي التقليدي، ولكن بشرط ان لا يختفي او بالاحرى ينقرض.

ولكن يبدو ان اختفاء او انقراض الزي التقليدي بات مسألة وقت، فلم يعد معروضا للبيع عند معظم السيدات العاملات في هذا المجال، فقط ينتج في حال طلبه ويحتاج الامر الى مدة قد تصل الى ستة اشهر على الاقل، بمعنى ان السيدة التي ترغب في شراء ثوب لن تجد امامها الا الاشكال المطورة من الزي الشعبي لتختار منها، وان كانت اصلا لا تعرف الزي التقليدي فلن تطلبه بالتأكيد، ومن هنا تبرز اهمية وجود الثوب الاصيل دائما حتى تراه بناتنا حتى وان لم ترغب في اقتناءه على الاقل ستراه وتعرف ان هذا زي بيت دجن مثلا او زي بئر السبع، بيت لحم، الناصرة، الخليل او الجليل، لكن ان ننتظر من سيداتنا العودة الى واحدة من الموسوعات المختصة بهذا الامر لتلقي نظرة عليها، اغلب الظن ان هذا نادر الحدوث، صحيح ان نسبة ليست بالقليلة من السيدات تحتفظ بزي تقليدي وقد تورثه لابنتها، ولكن هناك نسبة كبيرة لم تحظ بفرصة القاء نظرة على حديقة الاثواب الفلسطينية، وقد لا تتعرف إليه اذا ما رأته في مكان ما، خاصة اذا كان مختلفا عن الشكل التقليدي للثوب كزي الناصرة الذي يخلو من التطريز.



تقليد

الجانب الاخر والذي لا يقل اهمية عن الاول هو ان هناك بعض القطب او الغرز التقليدية بدأت بالانقراض، حيث غادرتنا الى العالم الاخر معظم من كن يتقنها وبقيت القليلات منهن وان لم نسرع في تعليم مجموعات شابة هذه الفنون فعليها السلام هي الاخرى، حتى القطب الرئيسة والتي غزت العالم مثل القطبة المصلبة والتي تخاط بها معظم الاثواب لم تعد حتى تدرس في حصص الفن، فكيف لبناتنا ان يعرفنها، خاصة ان الام في معظم الاحيان لا تعرفها.

هذا الامر بات مؤرقا لنا في الحنونة، بل لقد اصبح احد الهواجس المهمة، فالثوب معرض ليس للانقراض فحسب بل للسرقة ايضا، ومن هذا المنطلق بات لزاما علينا ان نتبنى مشروع انتاج الثوب التقليدي، كيف لا وهو عصب اساس في الذاكرة التي ندعي حراستها.


الدستور